جاري تحميل ... الإسلام دين ودنيا

إعلان الرئيسية

أحدث الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

الركن الرابع من أركان الإسلام ( الصوم )


الصوم
الصوم لغة هو الإمساك عن شئ ما ومنه المعنى القرآنى الجميل فى قوله تعالى مخاطباً مريم عليها السلام : " فإما ترينّ من البشر أحدًا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيًا " واصطلاحاً هو الإمساك عن الطعام والشراب والمفطرات جميعًا من طلوع الفجر حتى غروب الشمس .
والصوم فرض على الأمم السابقة ولكن بكيفيات مختلفة وفى أيام مختلفة قال تعالى : " يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "ولقوله صلى الله عليه وسلم : خير الصيام صيام أخى داود كان يصوم يومًا ويفطر يوما .
والله تعالى فرض على أمة الإسلام صوم شهر رمضان ....لماذا ؟ لأن الله اختص هذا الشهر بنزول أشرف وأطهر كتاب ألا وهو القرآن الكريم  قال تعالى : " شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان " وفى ليلة القدر من هذا الشهر العظيم حيث كان محمد صلى الله عليه وسلم جالسا فى غار حراء متعبدًا متأملاً بدأ نزول القرآن الكريم لذا كرم الله هذا الشهر عن سائر الشهور لأنه شهر القرآن الكريم .
والغرض والهدف من الصيام واضح فى الآية الكريمة : " لعلكم تتقون " ألا وهو أن يصل الصائم لدرجة التقوى لأن الصوم تهذيب للنفس بجعلها تترك الحلال كالطعام والشراب ومباشرة الزوجة طاعة لله واستجابة لأوامره وحتى يفرغ الصائم نفسه للعبادة ويدع شهوتى البطن والفرج . ويتفرغ أيضا لتلاوة القرآن الكريم فيحرص على أن يختم القرآن مرة واحدة على الأقل ويقبل على قراءة بعض التفاسير المتاحة له ويجتمع المسلمون فى المساجد حول مأدبة الله وهو القرآن الكريم .
يقول الله تعالى فى الحديث القدسى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به لأن الصوم عبادة تفرد بها الخالق سبحانه فقد سمعنا أن المشركين صلوا لآلهتهم - تعالى الله عما يشركون – وحجوا إليه وذبحوا لها ولكننا لم نسمع أن كافرًا صام لإلهه الذى يعبده من دون الله .
كما أن العبادات كلها يمكن أن يطلع عليها الناس فالصلاة مع الناس والزكاة عندما تجمع يعلمها الناس والحج مع الناس أما الصوم فهوعمل بين العبد وربه فهب أنك دخلت حجرتك وأغلقت أبوابك وأكلت هل يراك بشر ؟ الإجابة بالطبع لا فما الذى يمنع الصائم من فعل ذلك وتأتى الإجابة هو وهى خوفه من الله ويقينه أن الله مطلع عليه وبهذا تتحقق التقوى .


والصوم تهذيب لنفس الغنى بالجوع فيشعر بما يشعر به الفقراء من جوع وحرمان فيرق قلبه لهم ويساعدهم بماله ولذلك فرمضان شهر المواساة ومساعدة الفقراء وهو أيضا شهر الصبر والصبر جزاؤه الجنة لأن الصبر نصف الإيمان وكما أن الصوم تأديب بالجوع فهو فرصة أيضا للإقلاع عن الذنوب من غيبة قبيحة ونميمة ذميمة وألفاظ خارجة ونظراتٍ لا حياء فيها وتدخين يضر بالبدن والمال والآخرين وهو كذلك فرصة للتعود على قراءة القرآن الكريم وتدارسه وفرصة لإعمار مساجد الله وهذا يجب أن ينعكس على سلوك المسلم فى رمضان وبعد رمضان فالتاجر يحاول أن يكون صادقا فى رمضان ولايغش ولا يطفف فى الميزان والعامل يتقن صنعته فى هذا الشهر وكل مسلم يحاول أن يتخلق بمكارم الأخلاق وأتساءل أليس رب رمضان هو رب باقى الشهور ؟ بلى هو سبحانه كذلك ولهذا نقول للمسلمين جميعا كونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *