جاري تحميل ... الإسلام دين ودنيا

إعلان الرئيسية

أحدث الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

الصلاة صلة بين العبد وربه


والحكمة من الصلاة أن المسلم يعرج إلى ربه خمس مرات فى اليوم والليلة فهى معراج المؤمن وهى صلة بين الخالق والمخلوق فإن انقطعت هذه الصلة أحس الإنسان بضياع فى دروب الحياة بل إذا كسل العبد وجمع بين صلاتين يشعر بخلل عارم أصاب حياته هذا طبعا إن كانت فطرته سليمة ولم يختم على قلبه وسمعه فعندما يؤذن المؤذن قائلاً اللــــــــــه أكبـــــــــــر أى أن الله أكبر من أي شئ يشغلك عن الصلاة قم أيها العبد المؤمن ناج ربك ودع دنياك قليلا فإنك مفارقها ولن ينفعك فى آخرتك إلا تلك الدقائق التى استجبت فيها لبارئك فما أحلى أن يناجى العبد ربه فبهذه المناجاة تستريح النفس ويهدأ الجنان ولذلك كان معلمنا العظيم صلى الله عليه وسلم يقول : أرحنا بها يا بلال  . أى أن الراحة والطمأنينة والأمن وسلامة النفس وصفاء القريحة كل هذا لا يكون إلا فى الصلاة وفى مناجاة العبد لربه فيها وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : وجعلت قرة عينى فى الصلاة . ولذا نجده صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتورم قدماه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وعندما يسأل عن ذلك يقول : أفلا أكون عبدا شكورا وتعلم الصحابة منه ذلك فكانت الصلاة أحب إليهم من الدنيا وما فيها وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه ( أهمه ) أمر قام إلى الصلاة .
ومن رحمة الله بنا أن جعل لنا الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجلٍ مسلم حضرته الصلاة فليصلِِ كما أنه ليس بينك وبين الله حجاب  فبمجرد أن ترفع يديك قائلاً: الله أكبريقبل عليك الله بوجهه الكريم ويرد عليك عند قراءتك الفاتحة فنصفها ثناء ونصفها دعاء ومن أراد أن يكلم الله فليصل ومن أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن أية متعة ألذ للمؤمن من هذا ؟ رزقنا الله حسن أدائها فى أوقاتها إنه ولى ذلك والقادر عليه.
والصلاةمرآة المؤمن فهى أول ما ينظر فيه من عمله كما أسلفنا  وكيف لا تكون مرآة للمؤمن وهى تنهى عن الفحشاء والمنكر ؟ وهى مرآة المؤمن عند الناس أيضاً لقوله صلى الله عليه وسلم :إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان .وكذلك قوله : من صلى البردين دخل الجنة والبردان هما الصبح والعصر .
وقبل الصلاة يتوضأ المسلم فينزل عن جسده أدران العمل والجهد وتسقط من نفسه أدران المعصية ليقف أمام الله نظيفا مشرقا تنعكس وضاءة قلبه على وجهه : " سيماهم فى وجوههم من أثر السجود " .
وفى الصلاة يقف المسلمون صفاً واحداً لا يميز أحداً عن أحد منصبه أو جاهه أو سلطانه بل الكل يقوم بنفس الأركان فهى فرصة لتتحد القلوب كما تتلاحم الصفوف ويصبح هذا البنيان المرصوص عماداً لأمة الإسلام .
والصلاة أثرها ممتد فى سائر أعمال الإنسان الدينية والدنيوية فبعد الصلاة يخرج المسلم ساعيا فى الأرض يمشى فى مناكبها ليأكل من رزق ربه ويحرص على الحلال وينأى بنفسه وأهله عن الحرام فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له تجد الطالب يخرج من الصلاة جادا ً فى طلب العلم فقد أخذ من الصلاة زاداً يعينه على ذلك وتجد العامل يخلص فى عمله فإذا قصر يتذكر أنه كان بين يدى الله منذ قليل فكيف يقصر وقد علم أن إتقان العمل طريق إلى محبة الله وتنفع المرأة لتحتشم فى ملابسها فهى تقف أمام خالقها الذى خلقها بقدرته ويعلم ويرى كل ما فى جسدها تقف أمامه محتشمة فكيف يتأتى لها أن تظهر مفاتنها لمخلوق ؟  _ باستثناء زوجها طبعا _ وقلما تجد فتاة مصلية تخرج متبرجة  لذلك إذا أدرك المجتمع قيمة الصلاة وروحها اختفت منه كل أدرانه وآفاته فكما تغسل الصلاة قلب الفرد وروحه يمكنها أن تغسل قلب المجتمع  فيصير مجتمعا ربانياً يصحبه نور الصلاة أينما ذهب فإذا نودى للصلاة سعى الكل إليها فإذا قضيت  خرج الكل للعمل والجد ولن تجد رشوة قبيحة ولا محسوبية ذميمة ولن تجد كذاباً يخدع الناس أو منافقا يسعى لمنصب أو كسب على حساب الآخرين لأن المجتمع أصبح نورانيا ومن كانت فيه صفة من تلك الصفات سيكون بذرةسوداء وسط حبات اللؤلؤ فتلفظه خارجها أو تضرب على يديه حتى يرجع ويتوب.
والصلاة نظافة للبيئة من حولنا فإن المسلم الذى يحرص على الطهارة ويتوضأ خمس مرات على الأقل يوميا ليلقى الله نظيف الثوب والجسد بالتأكيد سيصبح هذا سلوكه فى بيئته وسيكون بيته نظيفاً طاهرا وسيكون نظيفاً فى حيه وقريتهولك أن تتصور أن جميع أفراد المجتمع طاهرو الثياب والأبدان فإن كانوا كذلك فلن يقبلوا أن يعيشوا فى مكان غير نظيف أو بيئة غير نظيفة لذلك لن تجد مشكلة بيئية أو نجد انتشارا لمرض أو وباء فالنظافة عند المسلم من الإيمان .
وأخيراً فإن الصلاة عماد الدين وهى صلة بين العبد وربه من حافظ عليها حافظ على دينه ومن ضيعها ضاع فى الدنيا وخسر فى الآخرة وذلك هو الخسران المبين فيا ابن آدم صلِ قبل أن يصلى عليك وادخل المسجد ماشيا قبل أن تدخله محمولا على الأعناق ولات ساعة مندم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *