جاري تحميل ... الإسلام دين ودنيا

إعلان الرئيسية

أحدث الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

رابعا :الوقوف بعرفة


رابعا :الوقوف بعرفة

وهو ركن الحج الاكبر لأنه يفرق بين الحج والعمرة بهذا الركن الذى يكون فى يوم التاسع من ذى الحجة حيث يصعد الحجيج جبل عرفه ملبين راجين الله أن يغفر لهم يباهى الله بهم ملائكته ويقول  انظروا يا ملائكتى  هؤلاء عبادى أتونى شعثا غبا أشهدكم ياملائكتى أنى قد  غفرتلهم ويتق الله فى هذا اليوم كثيرا منرقاب عباده المؤمنين من النار وفى سبب تسميته بهذا الاسم يقول العلماء روايتين أولاهما أنه عندما نزل أدم عليه السلام وحوا من الجنة إلى الأرض افترقا فترة ثم التقيا على هذا الجبل ولذا سمى عرفه نسبه إلى التعارف والتلاقى بين آدم وحوا عليهما السلام والثانية أن جبريل عليه السلام كان يعلم نبينا عليه الصلاة والسلام مناسك الحج كان يقول له عرفت فيجيب النبى صلى الله عليه وسلم بالإيجاب ومن لم يقف بعرفه فلا حج له لقوله صلى الله عليه وسلم: الحج عرفه وتيسير لذلك لا يجب على المسلم أن يقف طوال اليوم واليل على عرفات وإنما إذا وقف جزءاً قصيراً من الوقت فقد تحقق له الوقوف بعرفة
وبعد أن تعرضنا لاركان الحج نتعرض  لبعض سننه مثل صلاة ركعتين فى حجر إبراهيم عليه السلام ”واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "وهو من المواضع التى وافق فيها القران الكريم رأى سيدنا عمر رضى الله عنه عندما سأل النبى صلى الله عليه وسلم أفلا نصلى ركعتين فى هذا المقام ؟ فنزل القرآن مؤيدا لذلك كما يستحب الدعاء عند رؤية الكعبة لانه من المواضع التى يستجاب فيها الدعاء ويقول الحاج "اللهم زد هذا البيت مهابه وتعظيما وبرا"وكثير من الادعية المأثورة فى هذا الموضع وكذلك نتعرض للهدى الذى ينحره الحاج ثم يتحلل من إحرامه فهذا الهدى شكر الله "وليذكرا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام "ويطعم منها الفقراء والأضحيه يتأسى فيها الحاج بما فغله أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذى ابتلى واختبر بان يرى فى المنام ورؤى الانبياء حق أنه يذبح ابنه فنراه يبلغ ابنه بهذا الامر الرهيب وتتجلى عظمة الابن وعظمة الاب فى هذا الموقف فالاب يطلب منه أن يذبح ابنه الوحيد والابن يستسلم لامر الله قائلا "يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين "   
والام تستسلم لامر الله وعندما يذهب إبراهيم بابنه عليهما السلام لذبحه تتداركه رحمة الله فيناديه ربه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ونجحت فى الاختبار العظيم وفديناه بذبح عظيم ولذلك فالنحر والذبح شكر لله واقتداء بخير من ضحى وذبح وهو النبى صلى الله عليه وسلم وإحياء وتذكرة لما فعله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول "إنما الحج عج وثج " والعج هو رفع الصوت بالتلبية والثج هو الذبح فى يوم النحر ثم يتحلل الحاج من احرامه ويبدأ فى رمى الجمرات منذ يوم العيد وفى أيام التشريق الثلاثه والجمرات حصوات صغيرة يرجم بها إبليس اللعين وهو فى الاسلام يدل على أن الحاج لن يسمع بعد لوسوسته ولن يستجيب لإغوائه ولايرى ابليس أذل ولا أحقر من هذا الموضع .الذى يقذف فيه بالجمرات ويعانى الذل والصغار من عباد الله وحجاج بيته الحرام ثم ينتقل الحاج إلى مدينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلقى السلام عليه دون مغالاه أو محاوله تقبيل للقبر الشريف أو مزاحمة تؤذى الاخرين ويلقى السلام على صاحبيه أبى بكر وعمر ويصلى فى الروضه الشريفة ما استطاع لقوله صلى الله عليه وسلم  : ما بين بيتى و منبرى روضة من رياض الجنة .و يكثر الحاج من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتمنى أن يموت ويدفن فى هذا المكان المبارك .
وهكذا فإن الحج رحلة توبة وتكفير للذنوب وتنسم لعبق البقاع الطاهرة المباركة ولذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم : من حج فلم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته أمه ويجب أن يكثر من الأدعية الجامعة  للخير قال تعالى : " ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "  ثم يغادر الحاج هذه الأرض المباركة متمنياً العودة إليها مرة أخرى ومن علامات الحج المبرور أن يعود الحاج بحال أفضل منه قبل حجه وأن يكون فى إقبال على الآخرة يعمل لها ليحافظ على صحيفته بيضاء ناصعة إلا من الأعمال الصالحة التى تبيض وجهه أمام مولاه وخالقه والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة كما أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
ومن لناس من يذهب إلى الحج فلا يقدر هذه الفريضة حق قدرها فيصخب ويفسق ويغتاب ولا ينهاه حجه عن هذا ويعود من الحج كسابق عهده فيظلم ويسئ إلى الآخرين وينطبق عليه قول القائل :
ذهبت ومعك زنبيل خطايا        فعدت ومعك زنبيل وصاع
ومما يكون أحرى بالقبول عند الله أن يكون مال الحاج حلالا وزاده حلالا لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن العبد ليضع اللقمة الحرام فى جوفه لا يقبل الله له عملاً أربعين يومًا فما بالك بهذه الرحلة الشاقة التى تعتمد أساسًا على المال فلاستطاعة المالية قبل الجسدية كما يجب على الحاج أن يخلص نيته لله فلا تكون هذه الفريضة للرياء ولا لأن يناديه الناس بلقب حاج فالله سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك .
والحج مؤتمر إسلامى يجتمع فيه المسلمون من شتى أصقاع الأرض يؤدون مناسك واحدة لا فرق بين أبيض ولا أسود ولا بين عربى أو أعجمى وهو فرصة لتلاقى الأخوة لمعرفة أحوال بعضهم البعض وإيجاد السبل للنهوض بالأمة بل هو فرصة للتكافل والتعاون الاقتصادى بين المسلمين – إن شاءوا – قل أن يجدوا فرصة مثلها للتوحد حتى يُعلوا كلمة الله وهذه ضرورة تفرضها أحوال المسلمين فى الوقت الحالى .
كما يجب على القائمين على خدمة بيت الله الحرام أن يستفيدوا من الذبائح بتجميدها وإرسالها إلى الشعوب المسلمة التى تعانى ويلات الحروب والمجاعات – وفقهم الله تعالى لفعل ذلك –


من استطاع الحج ولم يحج !!!!  إن قدر المسلم على الحج ولم يحج جحودا  ونكرانا لهذه الفريضة فهو كافر والعياذ بالله ويجب أن يستتاب  و إلا أصبح فى حكم المرتد عن الدين ومن ترك الحج شحا فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له  قال عمر رضى الله عنه : هممت أن أبعث إلى أهل الأمصار أن أحصوا من قدر على الحج ولم يحج فاضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين
كما يجب أن يبادر المسلم بالحج وهو قادر فهو لا يعلم متى يكون أجله وهل سيبقى المال بيده أم يتبدل حاله ولا يدرى هل سيظل صحيحًا أم يبتلى فى بدنه .
وعلى الحكومات أن تيسر للناس أداء تلك الفريضة وتبذل فى ذلك جهدًا كبيرا حتى يعم النفع وتتبدل حال المسلمين إلى الأفضل إن شاء الله تعالى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *